التلوث ببخار الزئبق في موريتانيا: المخاطر والتحديات

  • Post last modified:November 10, 2024

مقدمة

موريتانيا، بلد غني بالموارد الطبيعية، وخاصة المعادن كالذهب. خلال العقد الأخير، شهدت البلاد تزايداً في أنشطة التعدين، وخصوصاً التعدين الحرفي غير المنظم، الذي يعتمد بشكل كبير على استخدام الزئبق لاستخلاص الذهب. ورغم أن هذه الأنشطة توفر فرص عمل ومصدر رزق للكثير من السكان، إلا أنها تطرح مخاطر بيئية وصحية جسيمة، خاصة مع تزايد انتشار التلوث ببخار الزئبق.

 

الزئبق واستخدامه في التعدين

يُعتبر الزئبق مادة سامة وقاتلة للبشر والبيئة، ويتم استخدامه في التعدين لاستخلاص الذهب من خلال عملية بسيطة يتم فيها خلط الذهب الخام مع الزئبق، ما يؤدي إلى تكوين مركب سهل الفصل يسمى ملغم الزئبق والذهب. بعد ذلك، يتم تسخين الملغم لتحرير الذهب، مما يؤدي إلى تبخر الزئبق وانتشاره في الهواء.

تأثير التلوث ببخار الزئبق على الصحة

إن استنشاق بخار الزئبق يشكل خطراً مباشراً على صحة البشر. وبحسب الدراسات، يمكن أن يؤدي التعرض المستمر لبخار الزئبق إلى أمراض الجهاز العصبي، واضطرابات في الكلى، واضطرابات التنفس، ومشاكل صحية أخرى. ويعاني السكان القريبون من مناطق التعدين من مخاطر عالية للإصابة بالتسمم الزئبقي، خاصةً أن التأثيرات قد لا تظهر فوراً بل تتراكم على مدى طويل.


الجهود الدولية والمحلية لمواجهة المشكلة

التأثيرات البيئية للتلوث ببخار الزئبق

هناك محاولات جادة عالمياً للحد من استخدام الزئبق، وقد اعتمدت موريتانيا على اتفاقية ميناماتا بشأن الزئبق التي تهدف إلى الحد من استخدام هذه المادة. تسعى الحكومة أيضاً لتعزيز الوعي بالمخاطر المرتبطة باستخدام الزئبق في التعدين، وتطوير وسائل بديلة لاستخلاص الذهب، بالإضافة إلى مراقبة أنشطة التعدين غير المنظمة وتطبيق قوانين صارمة على المخالفين.

 

بالإضافة إلى المخاطر الصحية، يؤثر بخار الزئبق سلباً على البيئة، حيث يستقر في التربة والمياه، ويؤدي إلى تلويث مصادر المياه السطحية والجوفية. كما يلوث المحاصيل الغذائية ويؤثر على التنوع البيولوجي من خلال تسربه إلى السلاسل الغذائية، ما يشكل تهديداً للحيوانات والنباتات.

 

التحديات

 

رغم هذه الجهود، لا تزال هناك تحديات كبيرة تعترض سبيل مكافحة التلوث ببخار الزئبق. ضعف الموارد المالية والفنية، إلى جانب قلة الوعي في المجتمعات الريفية، تجعل من الصعب تنفيذ إجراءات رقابية فعالة. كما أن التعدين الحرفي غير الرسمي منتشر في مناطق يصعب الوصول إليها، ما يزيد من تعقيد مشكلة الرقابة والحد من استخدام الزئبق.

 

خاتمة

التلوث ببخار الزئبق يشكل تهديداً خطيراً على الصحة العامة والبيئة في موريتانيا. يتطلب مواجهة هذا التحدي جهوداً مشتركة بين الحكومة، والمجتمع الدولي، والمجتمع المحلي، بالإضافة إلى الاستثمار في تطوير تقنيات صديقة للبيئة في التعدين.